samedi 18 juin 2011

بوعرفة : السخط و الاستياء

بوعرفة : السخط و الاستياء

السخط العارم و الاستياء العميق هو أقل ما يمكن أن يوصف به الشعور العام السائد في
الأوساط النقابية و الحقوقية و الشعبية بمدينة بوعرفة ، هذا الشعور مرده إلى
الأحكام الجائرة التي صدرت ضد كبوري الصديق ورفاقه في محاكمة صورية و بتهم كيدية
تعود حيثياتها الى ما بات يعرف في المدينة بأحداث الأربعاء الأسود .

لقد كان حريا بالعدالة أن تزيل فتيل التوتر وتعيد الأمور إلى نصابها و ذلك بإطلاق
سراح المعتقلين و الاعتذار للصديق كبوري عن التعسف الذي طاله وذلك على أقل تقدير ،
خاصة وأن الجميع يؤكد براءته ورفاقه مما نسب اليهم .

إن الذين يعرفون كبوري الصديق يشهدون له بالاستقامة ورجاحة العقل و نبذه لكل
اشكال العنف ، فهو الوطني الغيور و الأب والمربي الحصيف و الإعلامي المثقف والناشط
الذي يدعو الى النضال السلمي فهو الذي يردد عند الحديث عن تجاوزات بعض رجال الأمن
:
إنهم أبناء الشعب ، كما أن الجانب الآخر من شخصيته المفعمة بالوطنية يمكن
للمتتبع النبيه ان يستشفه من تصريحاته الإعلامية ، فقد ردد في سياق حديثه مع بعض
الجرائد الوطنية قبيل اعتقاله قول الشاعر :

بلادي و إن جارت علي عزيزة و أهلي وإن ضنوا علي كرام.
كان إذاً على الجهات المعنية ان تتعامل مع الأحداث بروية ، وأن تغلب منطق العقل
والحكمة وتسعى جاهدة إلى إزالة الاحتقان بين السلطة و المواطنين لتهيئة مناخ سياسي
جديد .
كان حريا بالذين أصدروا أحكامهم على كبوري و رفاقه أن ينصتوا أولا إلى تنهدات
الصغار من الإخوة و الأبناء و حرقة قلوب الأمهات و الأخوات ، كان عليهم أن يصغـوا
جيدا إلى نبض الشارع ، وذلك بطبيعة الحال بعد أن يكونوا قد أطفئوا كل هواتفهم
النقالة .
كان عليهم أن يستشفوا الأحكام من نظرات أبناء الشعب البسطاء الذين كانت تعج بهم
الساحات المحاذية للمحكمة ومن غضب القادمين من الحواضر البعيدة و بلدات إقليم
الحصار والتهميش .

لقد تتبع حشود من المواطنين أطوار المحاكمة في جلسة مضنية استثنائية يؤطرهم مجموعة
من خيرة المناضلين ، امتدت الجلسة طيلة أغلب ساعات نهار قائظ وليل مضن كئيب . شيوخ
و أطفال أبرياء نساء ورجال مسالمين في فضاء مؤثث بالعصي و الخوذات الحديدية كان
الجميع ينتظر على بصيص أمل في نزاهة مفترضة ، أو إشراقة عقل تبشر بفجر جديد .
إن صدو ر الاحكام الصادمة هذه خيب كل الآمال وجاء ليدل على أن السلطة وضعت نفسها
في الطرف المعادي للإرادة العامة ، ونهجت أسلوبا بوليسيا انتقاميا ، أسلوب مستنبط
من ذهنية عهود توهمنا أنها صارت بائدة .
نزلت الأحكام نـزول الصاعقة على الجميع وسـرت في الساحـات والـدروب وبين الأزقـة و
الأحياء ، وتحولت المدينة إلى برميل بارود قابل للانفـجار

.
الداودي عبد الله .. يوم 17 يونيو المشؤوم.

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire